الخميس، 18 يونيو 2009

قصة قصيرة

هذه قصة قصيرة من تأليفي حيث أنني أهوى كتابة القصص والشعر ، أرجو من محبي القصص أن يبدوا آرائهم فيها


أحلام زائفة على سطور زرقاء

إعتادت أحلام أن تكتب رسائلها إلى خطيبها سامرعلى ورق أزرق في لون السماء ، وبينما هي منهمكة في كتابتها الحالمة فوجئت بدخول والدها إلى غرفتها ، فارتبكت وطوت الرسالة في سرعة ثم أخفتها تحت كتاب من كتبها الملقاة على مكتبها الصغير.

بعد قليل غادر والدها الحجرة فتنفست الصعداء ثم مدت يدها في سرعة خاطفة تحت كتابها وسحبت الخطاب وألقت به في ظرفٍ أنيق وسطرت عنوان سامر ثم استلقت على سريرها وبدأت أحلام الليلة تراودها.

وقف سامر في حجرته وقلبه يدق من الفرحة الغامرة وفض الورقة الزرقاء في لهفة مسرورة بعد أن مزق المظروف ، فجأة تبدلت ملامح وجهه الفرح إلى اندهاشٍ شديد ثم إلى غضبٍ عاصف. كان قد اعتاد أن يتلقى من أحلام رسائل زرقاء متوهجة المشاعر فكأنها قطع من السماء تتساقط فوق قلبه لتنعشه بأبهج أحاسيس الحب والشوق . وكان يبادلها رسائلها برسائل أشد حرارة وأقوى لهيباً ، أما هذا الخطاب فكانه قالب من الثلج القى فوق رأسه فجأة فأفاق من أحلامه الواهمة. لم يكن الخطاب موجهاً إليه ، إذ يبدو أن أحلام قد أخطأت واستبدلته في غمرة ارتباكها بورقة من دفتر خواطرها الخاص، كان عبارة عن خاطرة كتبتها إلى نفسها .." لماذا لا أكون صادقة معه ومع نفسي؟؟ لماذا أكتب هذه العبارات الوهاجة التي لا أشعر بها حقيقة في قلبي ؟ ليتني صارحته منذ البداية بأنه لا يعدو أن يكون مجرد خاطب طلبني للزواج وأنه أنسب الرجال الذين تقدموا لخطبتي ... ليتني فعلت لجنبت نفسي مشقة اختلاق الكلمات التي لا أشعرها ......" .

بعد لحظاتٍ من الترنح أفاق سامر، وبدأ يفكر في الرد على تلك التي أحبها بصدق فبادلته مشاعره الصادقة بزيف الكلمات المُختلقة من سماء خيالها وليس من مكنونات أعماقها القلبية. كتب سامر رسالة وضعها في مظروف دون أن يخط عليها عنوان ما ، فما كان باستطاعته أن يرسل لأحلام رسائله بالبريد خشية الوقوع في يد أبيها ، ولذا فهو يسلمها رسائله في يدها عندما يلتقيا.

إستلقت أحلام في سريرها وفي يدها رسالة سامر ، وفضت الورقة في خمول بعينٍ نصف مغمضه كأنها تتوقع ما سوف تقرأه حالاً ، وما إن بدأت في قراءة أول السطور حتى انتفضت واقفة كانت الرسالة موجهة لشخصٍ آخر ...." تعلم يا فادي أنني لولا إشفاقي على أحلام لصارحتها بما يجول في خاطري ، فأنا أحس ذنباً موجعاَ حين أتسلم خطاباتها الحارة التي لا أشعر لها بأي صدى في قلبي ، لو استطعت أن أواجهها لأعفيتها من كتابة تلك العبارات التي لا شك أنها تقضي ساعاتٍ طوال تكتبها . ثم إنني أضطر أنا أيضاً أنا أختلق من العبارات ما يلائم الرد اللطيف في تلك المواقف العاطفية ، مسكينة تلك الفتاة .. فقط لو أستطيع أن أكاشفها بما في قلبي تجاهها ، فهي مجرد فتاة مناسبة للزواج وهي قد تثير في نفسي أحلام الزواج والاستقرار وإنجاب الأطفال، لكنها أبدا لا تستطيع أن تثير في قلبي لواعج الشوق أو مشاعر الحب الصادق ...". مزقت أحلام الرسالة إلى قطعٍ صغيرة وهي تنتفض من الإنفعال الجارف الذي أصاب قلبها وكبريائها . وفي غمرة انفعالها ألقت بالكتب الملقاة فوق مكتبها وطارت ورقتها الزرقاء التي كان من المزمع إرسالها إلى سامر وبعد دقائق جلست خلالها تحملق في الورقة متفكرة ثم انهمرت دموعها.

بعد أيام من افتراق الخطيبين جلست منهمكة على مكتبها الصغير تسطر فوق ورقة زرقاء باهتة كلمات تشوهها قطرات من دموع كبريائها الحارة .. " ليس من العقل أبداً أن نخرج خواطرنا السرية من أدراجها الخفية في أعماقنا ، من الأفضل أن تظل حبيسة دواخلنا فحتى الورق غير أمين عليها ولابد لها أن تُشاع ولو بعد حين ..."

ثم انخرطت في بكاءٍ حار.

تجربة


يبليليب يبلبيل يبل يبلبيل يبل يبليبلبي